تحسين المزاج ومكافحة الإرهاق … كل ما تحتاج معرفته عن فيتامين د

  • الكاتب : جدة 24
  • بتاريخ : أغسطس 7, 2025 - 2:54 ص
  • الزيارات : 98
  • يُعرف فيتامين د بـ “فيتامين الشمس” لسبب وجيه؛ فهو العنصر الغذائي الوحيد الذي يستطيع الجسم إنتاجه ذاتيًا عند التعرض لأشعة الشمس. وعلى الرغم من سهولة الحصول عليه، إلا أن نقص هذا الفيتامين أصبح ظاهرة عالمية واسعة الانتشار، تؤثر على صحة ملايين الأشخاص دون علمهم.

    إن أهمية فيتامين د تتجاوز بكثير مجرد صحة العظام؛ فهو يلعب دورًا حيويًا في تنظيم مئات الوظائف الحيوية داخل الجسم، بدءًا من دعم الجهاز المناعي ومكافحة الالتهابات، وصولًا إلى تحسين الحالة المزاجية والوقاية من الأمراض المزمنة. في هذا المقال، سنقدم لكم دليلاً شاملاً ومفصلاً عن كل ما تحتاجون لمعرفته حول فيتامين د، بما في ذلك فوائده الصحية المذهلة، مصادره الطبيعية والدوائية، وأعراض نقصه الشائعة وكيفية علاجه.


     

    ما هو فيتامين د؟ ولماذا يُعرف بفيتامين الشمس؟

     

    فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، يختلف عن باقي الفيتامينات في أنه يعمل كهرمون داخل الجسم. يُطلق عليه لقب “فيتامين الشمس” لأن الجسم ينتجه بشكل طبيعي عندما تتعرض بشرتك للأشعة فوق البنفسجية من نوع (B) التي تصدر من الشمس.

    هناك نوعان رئيسيان من هذا الفيتامين:

    • فيتامين D2 (إرغوكالسيفيرول): يأتي بشكل أساسي من المصادر النباتية، مثل الفطر المدعم.
    • فيتامين D3 (كوليكالسيفيرول): هو النوع الأكثر فعالية والأفضل امتصاصًا، ويُنتج في جلد الإنسان عند التعرض لأشعة الشمس، ويوجد أيضًا في المصادر الحيوانية.

     

    الفوائد الصحية المذهلة لفيتامين د

     

    إن الدور الذي يلعبه فيتامين د في الحفاظ على صحة الجسم متعدد ومتشعب. إليكم أبرز فوائد فيتامين د المدعومة بالأبحاث العلمية:

     

    1. تعزيز صحة العظام والأسنان

     

    هذه هي الوظيفة الأكثر شهرة لفيتامين د. فهو ضروري لامتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، وهما المعدنان الأساسيان لتكوين العظام والأسنان وتقويتها. يؤدي نقصه إلى:

    • الكساح عند الأطفال: وهو مرض يسبب ليونة وتشوهات في العظام.
    • تلين العظام وهشاشة العظام عند البالغين: مما يزيد من خطر الكسور.

     

    2. دعم الجهاز المناعي

     

    يعتبر فيتامين د منظمًا قويًا للجهاز المناعي، فهو يساعد على:

    • مكافحة الالتهابات والأمراض المعدية.
    • تقليل خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.
    • تحسين استجابة الجسم للفيروسات والبكتيريا.

     

    3. تحسين الحالة المزاجية ومكافحة الاكتئاب

     

    أظهرت الدراسات وجود علاقة قوية بين مستويات فيتامين د في الدم والحالة النفسية. يُعتقد أن فيتامين د يؤثر على إنتاج هرمون السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة. وقد وُجد أن نقص فيتامين د شائع جدًا بين الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، خاصة الاكتئاب الموسمي.

     

    4. الوقاية من بعض الأمراض المزمنة

     

    تشير الأبحاث إلى أن الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين د قد يساعد في الوقاية من:

    • أمراض القلب والأوعية الدموية: حيث يلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم.
    • السكري من النوع الثاني: يساعد على تحسين حساسية الأنسولين.
    • بعض أنواع السرطان: مثل سرطان القولون والثدي والبروستاتا، حيث يُعتقد أنه يمنع نمو الخلايا السرطانية.

     

    5. دعم صحة الشعر والبشرة

     

    يلعب فيتامين د دورًا في دورة نمو بصيلات الشعر، وقد ربطت بعض الدراسات بين نقص فيتامين د وبعض أنواع تساقط الشعر. كما أنه ضروري للحفاظ على صحة خلايا الجلد.


     

    مصادر فيتامين د: كيف تحصل عليه؟

     

    للحصول على كمية كافية من فيتامين د، يجب الاعتماد على مصادر متعددة:

     

    أولاً: المصادر الطبيعية

     

    • أشعة الشمس: المصدر الرئيسي والأكثر فعالية. يُنصح بالتعرض لأشعة الشمس المباشرة (دون واقي شمسي) لمدة 10-15 دقيقة يوميًا في وقت الذروة (منتصف النهار)، خاصة للذراعين والساقين.
    • الأطعمة: هناك عدد قليل من الأطعمة الغنية بفيتامين د بشكل طبيعي، أبرزها:
      • الأسماك الدهنية: مثل السلمون، الماكريل، السردين، والتونة.
      • زيت كبد الحوت: مصدر غني جدًا بفيتامين د.
      • صفار البيض، اللحوم الحمراء، وكبد البقر.
      • الفطر: وخاصة الفطر الذي تعرض لأشعة الشمس.
    • الأطعمة المدعمة: تُدعم العديد من المنتجات الغذائية بفيتامين د لتعويض النقص، مثل:
      • الحليب ومنتجات الألبان.
      • بعض أنواع حبوب الإفطار.
      • عصير البرتقال.

     

    ثانيًا: المصادر الدوائية والمكملات

     

    بالنسبة للأشخاص الذين لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين د من الشمس أو الطعام، تصبح المكملات الغذائية ضرورية.

    • المكملات الغذائية: تتوفر على شكل أقراص أو كبسولات أو قطرات سائلة. يجب تناولها تحت إشراف طبي لتحديد الجرعة المناسبة.
    • الجرعة اليومية: الجرعة الموصى بها تختلف حسب العمر، وتتراوح عادةً بين 600 إلى 800 وحدة دولية (IU) للبالغين. ولكن في حالات النقص الشديد، قد يصف الطبيب جرعات أعلى بكثير.

     

    نقص فيتامين د: الأعراض والعلاج

     

    قد يكون من الصعب اكتشاف أعراض نقص فيتامين د في البداية لأنها غالبًا ما تكون غير محددة. ومع ذلك، هناك علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها:

     

    أعراض نقص فيتامين د:

     

    • الشعور بالتعب والإرهاق المستمر.
    • آلام في العظام والمفاصل والعضلات.
    • تغيرات في الحالة المزاجية، مثل الاكتئاب أو القلق.
    • تساقط الشعر.
    • تكرار الإصابة بالعدوى والأمراض.
    • صعوبة التئام الجروح.

     

    من هم الأكثر عرضة للنقص؟

     

    • كبار السن.
    • أصحاب البشرة الداكنة.
    • الأشخاص الذين يعيشون في مناطق قليلة التعرض للشمس.
    • الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في الأماكن المغلقة.
    • الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو بعض أمراض الجهاز الهضمي.

     

    التشخيص والعلاج:

     

    يتم تشخيص نقص فيتامين د من خلال تحليل دم بسيط يسمى فحص 25-هيدروكسي فيتامين د. في حال تأكيد النقص، يحدد الطبيب الجرعة المناسبة من المكملات الغذائية ومدة العلاج، والتي قد تستمر لعدة أشهر حتى تعود المستويات إلى طبيعتها.

    في الختام، إن الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين د هو استثمار في صحتك على المدى الطويل. لا تتردد في استشارة طبيبك بشكل دوري لمراقبة مستوياته، وتأكد من الحصول على حصتك اليومية من الشمس والأطعمة الغنية به لتبقى بصحة جيدة ونشاط دائم.